((مغالطات عن أهل القدس في القرن التاسع عشر))الجزء الثاني

((مغالطات عن أهل القدس في القرن التاسع عشر))الجزء الثاني
من المعروف أن السلطات العثمانية إبان تواجدها في المنطقة قد جمعت إحصائيات موثقة عن السكان في سائر فلسطين ومنها القدس و كذلك عمدت إلى أرشفة الأملاك العقارية سواءً كانت أملاكاً للأفراد أم للمؤسسات الدينية و الثقافية و الاجتماعية أو تابعة للأوقاف و قد عرفت بأوراق الطابوا أو التحرير. ويثبت في هذه الدفاتر أسماء الرجال والقاطنين في كل حي من المدينة أو القرية.
تقول الوثائق العثمانية إن الإحصاءات التي أجريت في القدس تثبت أن عدد المسلمين في حملات مدينة القدس وباب حطة وباب العمود وباب القطانين وشرف والزراعنة وعقبة الست والمغاربة والمشتغلين بالجلود وبني زيد وريشه قد بلغ 4968 نفسا على اعتبار أن متوسط عدد أفراد العائلة ثمانية أفراد . أما عدد النصارى في محلات المدينة والأديرة التابعة لها قد بلغ 952 نفرا على الاعتبار نفسه وبلغ عدد اليهود 1592 نفرا .
وقد ظل عدد اليهود في تناقص مستمر في السنوات التالية . وعلى صعيد الملكيات لم ترد أي ملكية مسجلة باسم أي يهودي لا في القدس الشريف ولا في قراها ولا الخليل ونواحيها .
فلم يملكوا بيتا ولا قاعة ولا حديقة ولا بستان ولا قطعة أرض ولا غراس ولا مزارع ولا قرى ولا بلدات أو دكاكين أو حواصل أو مخازن أو غيرها . حتى إن مقبرة اليهود الكائنة في رأس العامود قرب سلوان كانت من الأوقاف الإسلامية المؤجرة لليهود لدفن موتاهم وهي من وقف مدرسة صلاح الدين الأيوبي بالقدس أجّرت سنة 1556م وتشير الوثائق أن اليهود استأجروا من الأوقاف الإسلامية ثلاثة أمكنة صغيرة أقيم عليها كُنُس . وكانوا يدفعون إيجارا سنويا لأنها من أراضي الأوقاف الإسلامية وتقول هذه الوثائق إنه من بين 342 وقفية و 350 ملكية لم نجد وقفية واحدة ليهودي في القدس ولا ملكية واحدة.
وقد كان اليهود القاطنون في القدس يستأجرون البيوت في الحارات التي أقاموا فيها من الملاك المسلمين . وفي الحارة المسماة بحارة اليهود كان يتوسطها مبان الجامع العمري . وقد سكنها اليهود من طائفة السفارديم ( اليهود الشرقيون) أما الأشكناز فاستأجروا بيوتا لسكناهم في محلة حارة الحيادرة الإسلامية بعيدا عن اليهود الشرقيين .