الذكرى ال58 لإغتيال فرحات حشّاد

أحبك يا شعب ...

هذه الكلمات الثلا ث بما أحدثته من حماسة في نفوس شعب تونس و طبقتها الشغيلة ...كلفت أكبر زعيم نقابي عربي و إفريقي وابلا من الرصاص في جسده أطلق من رشاشات منظمة الغدر الإرهابية اليد الحمراء التابعة لمخابرات المستعمر الفرنسي الغاصب في الخامس من ديسمبر 1952 .

ولد فرحات حشّاد في 02 فيفري 1914 بالعباسية في جزيرة قرقنة الواقعة قريبا من صفاقس، بدأ حياته المهنيّة سنة 1936 كعامل بالشركة التونسيّة للنقل بالساحل وفي نفس السنة انخرط في نقابة عملة النقل التابعة "ل.س.ج.ت" وفي 1940 انتدب موظّفا بإدارة الأشغال العموميّة بصفاقس. وقد تبيّن لحشّاد ورفاقه المنخرطين ضمن "س.ج.ت" أنّ هذه النقابة الفرنسيّة لا يمكن لها أن تخدم مصلحة العمّال الرازحين تحت الهيمنة الاستعماريّة والاستغلال الفاحش لذلك قرّر الانسلاخ منها وتكوين نقابة تونسيّة أي حركة نقابيّة ذات طابع اجتماعي ووطني تونسي.

وقد تم اغتيال فرحات حشاد في 5 ديسمبر، في خضم انفجار حركة مقاومة مشهودة من التونسيين إزاء فرنسا، ونفي كبار الزعماء التونسيين أو سجنهم، وإذ عجز الفرنسيون عن سجن فرحات حشاد لنوع من الحصانة اكتسبها في الأوساط النقابية العمالية في الولايات المتحدة والعالم الحر، فإنها لكف ضرره أو ما كانت تعتبره كذلك أوحت إلى مجموعة تابعة لجهاز مخابراتها تقيم في تونس بالقيام باغتياله، وهو ما تم فعلا فخرجت مظاهرات مستنكرة لتلك الجريمة في تونس و الولايات المتحدة الأمريكية و العديد من البلدان الأخرى.

أنتجت قناة الجزيرة القطرية في بدايات السنة الحالية فلما وثائقيا مطولا عن تفاصيل إغتيال حشاد و صلت فيه إلى وثائق الأرشيف الفرنسي حول الجريمة و وصلت فيه أيضا إلى واحد من أفراد عصابة اليد الحمراء بل هو قاتل حشاد نفسه الحاقد، الذي تبجح بفعلته و قال علنا : " لو سنحت لي الفرصة مرة أخرى لقتله لفعلت " أخزاه الله.

رفعت على إثر هذا الشريط عائلة الشهيد حشاد و النقابة التونسية للشغل و عدد من الحقوقيين قضية بإسم " التبجح بالقتل" ضد قاتل حشاد لدى المحاكم الفرنسية إلا أنها أسقطت سياسيا بداعي التقادم و المجهودات جارية لإيجاد صيغة قانونية أخرى لمحاكمة ذلك الفرنسي الإرهابي.

و من أقوال فرحات حشاد المؤثورة أيضا :

الكرامة قبل الخبز

لا يستحق الحياة من لا يدافع عن كرامته

جزاك الله كل خير