قراءة في كتاب القدس الإحصائي

قراءة في كتاب القدس الإحصائي
وقائع مقلقة للانتهاكات الصهيونية ضد سكان القدس ومنازلهم
تتحدث وسائل الإعلام المختلفة يومياً بأنباء حول المتغيرات التي تفرضها سياسات الاحتلال الصهيوني في مدينة القدس؛ حيث لم تتوقف السياسات الصهيونية ولو للحظة واحدة لجهة إفراغ مدينة القدس من سكانها العرب؛ وتم استخدام وسائل الترهيب والترغيب من اجل تهويد المدينة المقدسة في نهاية المطاف.
الكتاب الذي صدر عن الجهاز الإحصائي في رام الله مؤخراً تحت عنوان "كتاب القدس الإحصائي السنوي للعام 2007"، وهو الكتاب العاشر الذي يصدره الجهاز عن القدس؛ يرصد من خلال حقائق أساسية ومعطيات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وجغرافية المتغيرات التي حصلت في المدينة من جراء سياسات الاحتلال الصهيوني خلال الفترة (1967- 2008)؛ فضلاً عن رصده للانتهاكات الصهيونية بحق المقدسيين أصحاب الأرض الأصليين.
ويتضح أن الكتاب يظهر بيانات حديثة متوفرة حول المواضيع المشار إليها سابقاً. إضافة إلى ذلك يصدر الجهاز الإحصائي تقارير خاصة حول اتجاهات تطور السكان في الضفة والقطاع وكذلك يرصد اتجاهات تطور أوضاع اللاجئين في أماكن تواجدهم المختلفة؛ كما أن الجهاز أصدر تقارير هامة حول النشاط الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية ومن بينها محافظة القدس التي تبوأت المرتبة الأولى من حيث النشاط الاستيطاني الصهيوني. والأهم من ذلك أن الجهاز يصدر المجموعة الإحصائية السنوية بشكل دوري منذ عام 1994؛ حيث تتضمن أرقاما وحقائق حول الشعب الفلسطيني بما فيها سكان القدس .
لقد أشارت معطيات الكتاب أن مجموع سكان محافظة القدس وصل إلى 362,521 مقدسيا في نهاية العام المنصرم 2007؛ وهو ما يشكل نسبة تصل إلى 9.6 في المائة من إجمالي مجموع السكان في الضفة الغربية؛ ويتوزع سكان القدس إلى 221,003 نسمة في المنطقة (J1) "تشمل ذلك الجزء من المحافظة الذي ضمه الكيان الصهيوني بقوة السلاح إثر احتلاله للضفة الغربية في عام 1967"، فضلاً عن 141,518 نسمة في منطقة (J2) "باقي محافظة القدس باستثناء (J1) وبناء على معطيات الكتاب وصل متوسط حجم الأسرة في محافظة القدس (5.2) أفراد في مقابل (5. أفراد في الأراضي الفلسطينية بشكل عام.
وبالنسبة للوضع السكني؛ فقد بلغ متوسط عدد الغرف في المسكن في محافظة القدس 3.3 غرف في عام 2007؛ بواقع 3.1 غرف في منطقة J1، و3.8 غرف في منطقة J2، وبلغ متوسط كثافة السكن 1.6 فرد لكل غرفة حيث تعيش 14.9% من الأسر في مساكن كثافتها أقل من فرد واحد للغرفة و46.6% من الأسر تعيش في مساكن ذات كثافة تتراوح من فرد واحد إلى أقل من فردين، و38.5% من الأسر تعيش في مساكن ذات كثافة سكنية فردين فأكثر لكل غرفة. وأظهر الكتاب مؤشرات اقتصادية للقوى العاملة في محافظة القدس؛ حيث أشارت معطيات الكتاب إلى أن نسبة القوى العاملة المشاركة في النشاط الاقتصادي المقدسي قد بلغت، حسب معايير منظمة العمل الدولية للأفراد 15 سنة فأكثر في محافظة القدس في عام 2007 حوالي 39.4%، حيث تتوزع بواقع 65.8% للذكور و13.6% للإناث وبلغت نسبة البطالة في محافظة القدس للأفراد 15 سنة فأكثر 13.4% من القوى العاملة، وبلغت نسبة العاملين من المحافظة داخل الأراضي الفلسطينية 67.4% من إجمالي العاملين في المحافظة، مقابل 32.6% في إسرائيل والمستوطنات القائمة في الضفة الغربية. كما أظهر الكتاب مؤشرات اقتصادية حول محافظة القدس؛ فقد أشارت الإحصاءات لعام 2007 في الأراضي الفلسطينية إلى أن عدد المنشآت الاقتصادية في محافظة القدس(J2) 4,128 منشأة، في حين بلغ عدد المنشآت الاقتصادية لعام 2006 في منطقة (J1) 2,503 منشأة، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لعام 2002 في محافظة القدس منطقة (J1) 330.4 مليون دولار، مقابل 337.2 مليون دولار للعام 2001.
ومن المؤشرات ذات الدلالة أداء قطاع السياحة في القدس الذي نالت منه سياسات الاحتلال الصهيوني؛ حيث بلغ مجموع الفنادق العاملة في القدس (25) فندقاً فيها1249 غرفة ونحو 2831 سريرا في نهاية عام 2007؛ وبلغت نسبة أشغال الغرف 45.5 في المائة ونسبة أشغال الأسرة 38.1 في المائة ولولا سياسة الاحتلال في القدس والتضييق على المقدسيين لارتفعت النسب المذكورة إلى أعلى مستوياتها. وفي الاتجاه التعليمي بلغ مجموع مدارس محافظة القدس 194 مدرسة في العام الدراسي 2007 - 2008 باستثناء مدارس وزارة المعارف الصهيونية ومدارس بلدية القدس؛ وبلغ مجموع الطلاب في المدارس المذكورة 62274 طالبا وطالبة مقدسية؛ يتوزعون على 2327 شعبة مدرسية. وبالنسبة للانتهاكات الصهيونية بحق المقدسيين؛ فقد اتبعت السلطات الصهيونية سياسات محددة لسحب هويات المقدسيين تحت حجج واهية بغية إفراغ المدينة من سكانها العرب، وأشار الكتاب الذي نعرض له؛ أن مجموع الهويات التي صادرها الجيش الصهيوني منذ عام 1967 بلغت نحو 8269 بطاقة هوية مقدسية؛ منها (1363) بطاقة في عام 2006؛ وتم تهجير 1635 أسرة مقدسية بسبب التوسع في بناء الجدار العنصري الصهيوني؛ وتم تهجير قسري لنحو9609 أفراد مقدسيين؛ كما بلغت المساحات المصادرة من المحافظة لصالح الاستيطان الصهيوني 11100 دونم خلال عام 2005 حسب الكتاب الإحصائي العاشر حول القدس. وأكد الكتاب انه من بين 5084 شهيدا حتى بداية عام 2008؛ ثمة 77 شهيدا من محافظة القدس خلال انتفاضة الأقصى. فالكتاب لما احتواه من حقائق حول القدس هو بمثابة مرجع هام للباحثين ؛ خصوصا انه يرصد آثار سياسات الاحتلال على كافة مناحي الحياة في محافظة القدس المحتلة.