ساجدة ....دموع الحزن والحرمان ..وعنوان الصمود .

ساجدة ....دموع الحزن والحرمان ..وعنوان الصمود .

انها العاشرة ليلا ,سكون مطبق يخيم على البيت الذي يرسم هنالك قصة ما ,جالسة فوق الاريكة المواجهة للتلفاز وتتابع أخبار فلسطين وشهداء فلسطين .يومها قال اي بنيتي ستعذبين في هذة الحياة ,لم تدري المعنى المقصود وماذا يهدف الاب من ورائه ,لكنها الان والان فقط تعرف جيدا كيف تفسر وتحلل الاحلام وكذالك الكلمات والعبارات الغامضة .
ساجدة البنت الفلسطينية قصتها تشبه الكثير من قصص المعاناة التي يعانيها شعبنا بشكل عام ,ولكن ما يميز هذه القصة قسوة الاوجاع وضخامة المصائب التي تعرضت لها ساجدة الطفلة.
كانت تسكن ساجدة مع أسرتها في مخيم الجلزون الواقع في مدينة رام الله ,وتتكون الاسرة من الاب والام وثلاثة أخوة,بداية كغيرها من العائلات فلقد كانت تخوض الصراع المرير من أجل العيش ولقمة العيش,في حسبة رام الله كان أبو سامر يعمل فصعوبة الحياة ومرارتها وعوائق الاحتلال منعت وتمنع الكثيرين من الحصول على التعليم ,اما الام فهي غير متعلمة وتبقى في البيت ترعى شؤون الاولاد ,أما الاولاد فهم سامر وفاطمة وساجدة ,سامر حصل على شهادة التوجيهي بمعدل ممتاز ,اما فاطمة فهي صغيرة تبلغ من العمر 4 سنوات ,واما ساجدة والتي تدور القصة حولها فهي في الصف السابع .
ماذا حدث مع الاسرة ؟

في احدى الايام حيث الاجتياح الصهيوني للمدن والمخيمات الفلسطينية ,وفي ليلة باردة ماطرة ,مرضت فاطمة مرضا شديدا مما دفع والدها للضرورة الذهاب للمستشفى من اجل ان تتلقى العلاج اللازم ,وقبل ان يقرررا الذهاب كان سامر يقنع والده بضروة عدم الذهاب وان فاطمة تعاني من أعراض مرض رشح عادي ,وكانت هذه المحاولة لا تعبر عن كراهية او برودة في العاطفة ما بين سامر وساجدة ,بل على العكس من ذالك تماما فلقد كان سامر يعشق اخته الصغيرة ,اذا فلماذ هذا الموقف ؟انها دبابات الجيش الصهيوني تجتاح المخيم وتمنع التجوال مطلقة زخات من الرصاص والقذائف تجاه المنازل .

قرر الاب ان يغامر وبالفعل ركب سيارته مصطحبا فاطمة والام ,وسط خوف شديد يعتري كلا من ساجدة وسامر ,ابي أرجوكم عودوا بسرعة ,هذا ما قاله الاثنان في اثناء محاولتهما اقناع الاهل بعدم الذهاب.وصلت السيارة للمركز الصحي ,بعد موجات وموجات من الرعب والخوف والعقبات ,دخلت فادطمة المركز وتلقت العلاج وحصلت على العلاج ,وكانت فرحة الوالدين لا توصف .في هذه الاثناء كان سامر على تواصل دائم مع الاسرة عن طريق الجهاز المحمول ,وفي اثناء العودة وفجأة!! دبابة واقفة بعرض الطريق تصب حممها تجاه السيارة ,تستشهد الاسرة في نفس اللحظة.
حزن عظيم وقهر ما بعده قهر يشعر به كلا من سامر واخته ساجدة ,سامر وبعد ان اصيب بنوبة عصبية حادة هاجم حاجزا صهيونيا وضرب احد الجنود فانهال عليه الجنود بالضرب المبرح وتم اعتقاله والحكم عليه بالمؤبد .

ساجدة أصبحت وحيدة حزينة,سكنت ساجدة مع اسرة عمها عامر ,فالطفلة صغيرة ووحيدة فلا يمكن ان تبقى لوحدها ,في كل يوم كان يمر على ساجدة كانت تزداد حزنا وألما ,وكثيرا ما كانت الاسرة تصحوا على أصوات صراخ مفزعة تطلقها ساجدة اثناء حلم مرعب او حلم يذكرها بموت اسرتها .

مع مرور الوقت مرضت ساجدة مرضا شديدا نتيجة للحزن الشديد ,فاصيبت بالعمى .لم تكن مصدومة كثيرا كما تقول,فلقد فقدت النور بفقدانها العائلة ولا شيء يعوضها عن كل المشاعر والعواطف التي كانت تعيشها .

ولكن الارادة دائما ما تنتصر في فلسطين ,ساجدة الان في الجامعة وتدرس الطب ,من اجل ان تعالج من تحبه في البيت ولا يخرج فيقتل ,لسان حالها يقول ان النصر هو حليفنا لان الله معنا والحق معنا .