تعرفوا على الاقصى

تعرفوا على الاقصى
بعد أنتبنت بريطانيا المشروع الصهيوني - بإلغاء حقوق أهل فلسطين العرب في أرضهم والحلول مكانهم - أصدرت في نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين في سبتمبر 1918 وأدمجت وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين الذي قررته لها عصبة الأمم في يوليو 1922 وخلال احتلال بريطانيا لفلسطين 1918 – 1948 فتحت الأبواب للهجرة اليهودية فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً سنة 1918 إلى 646 ألفاً سنة 1948 (أي من 8% من السكان إلى 31%) كما دعمت تملك الأراضي فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم (2% من الأرض) ، إلى نحو مليون و 800 ألف دونم (6.7% من أرض فلسطين) ، وتمكّن شعب فلسطين رغم قسوة الظروف والمعاناة من الصمود في أرضه طيلة ثلاثين عاماُ محتفظاً بأغلبية 69% وبمعظم الأرض 93.3%.
وقد تمكن اليهود تحت حماية الحراب البريطانية من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية ، وفي سنة 1948 كانوا قد أسسوا 292 مستعمرة ، وكونوا قوات عسكرية من الهاغاناه الأرغون وشتيرون يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل ، واستعدوا لإعلان دولتهم .
وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 قرار رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ( نحو 54% للدولة اليهودية، و 45% للدولة العربية بما في ذلك مدينة يافا و 1% منطقة دولية ( منطقة القدس ) لفترة مؤقتة من الوقت تعود بعدها القدس العربية لتخضع للسيادة الفلسطينية.
وقرارات الجمعية العامة ليست قرارات ملزمة حتى ضمن مواثيق الأمم المتحدة نفسها. والقرار نفسه مخالف للأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة، وهو حق الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها بنفسها. ثم إن الشعب الفلسطيني المعني أساساً بالأمر لم تتم استشارته ولا استفتاؤه. فضلاً عن الظلم الفادح في إعطاء الأقلية اليهودية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض.
الذي حدث أنه في مساء 14 مايو 1948م أعلن الصهاينة دولتهم " إسرائيل ، بعد أن تمكنوا من هزيمة الجيوش العربية واستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين ، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في المنطقة ، ودمر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أطل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة ، وارتكبوا 34 مجزرة
ونتيجة ذلك نشأ الكيان اليهودي على مساحة أكبر بكثير من المساحة المقررة لها والتي كانت أقل من 55 % نشأت على 77 % من أراضي فلسطين ولم يبق سوى الضفة الغربية ، والتي ألحقت بالأردن ، وقطاع غزة الصغير الذي ألحق بالإدارة المصرية .
وبذلك احتل اليهود غربي القدس في حرب 1948 م - وهي تساوي حوالي 85 % من المساحة الكلية للقدس – وقاموا بتهويد هذه المنطقة التي تعود ملكيتها للعرب وبناء أحياء سكنية يهودية فوق أراضيها وأراضي القرى العربية المصادرة حولها.
وقد وافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني “إسرائيل " في عضوية الأمم المتحدة بشرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً.
ولم يمضي وقتٌ طويل حتى قام الكيان اليهودي في حرب يونيو 1967 بهزيمة مُرَّة للأنظمة العربية، ففي بضعة أيام احتل الكيان الصهيوني باقي فلسطين فسقطت الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس، وقطاع غزة، وتم تشريد 330 ألف فلسطيني. كما سقطت الجولان السورية ( 1150 كم مربع ) وسيناء المصرية ( 61198 كم مربع ) . وأعلن عن توحيد شطري القدس تحت الإدارة اليهودية في 27/6/1967 م .
ثم أعلن رسمياً في 30 يوليو 1980 أن القدس عاصمة أبدية موحدة للكيان اليهودي. وقام الكيان اليهودي بتوسيع نطاق بلدية القدس تدريجياًُ، ليتمكن من ضم مناطق أخرى من الضفة الغربية نهائياً إلى كيانه، وليقوم بعملية تهويد القدس على نطاق مبرمج واسع. وعمل على تنفيذ خطة ما يسمى بالقدس الكبرى لتشمل 840 كم2 أي نحو 15 % من مساحة الضفة الغربية .
وفي نطاق بلدية شرقي القدس أنشأ الصهاينة طوقاً من 11 حياً سكنياً يهودياً حول المدينة القديمة حيث المسجد الأقصى يسكنها حوالي 190 ألف يهودي. كما أنشأ طوقاً آخر – أكثر اتساعاً – حول القدس من 17 مستعمرة يهودية محاولاً قطع القدس عن محيطها العربي والإسلامي . وبالتالي قطع الطريق عن أي تسوية سلمية يمكن أن تعيد القدس أو شرقي القدس للفلسطينيين .
ويسكن القدس بشقيها حوالي 650 ألفاً منهم 450 ألف يهودي و 200 ألف عربي (يسكنون شرقي القدس) على 4 % من مساحة القدس.
وركز اليهود منذ البداية على المسجد الأقصى فمنذ العشرينيات من القرن العشرين كانت المطالبة بالحائط الغربي للمسجد الأقصى " حائط البراق " والذي هو جزء من المسجد الأقصى وأرض وقف إسلامي مثبتة بالشهادات والوثائق وهو ما اعترفت به لجان التحقيق الدولية.
وقد جرى 40 اعتداءً خلال 1967 م – 1990 ، ولم تنفع التسوية السلمية واتفاقات أوسلو في وقف الاعتداءات وتم تسجيل أكثر من 100 اعتداء خلال الفترة من 1993 –2005 م مما يشير إلى ازدياد الحملة الشرسة ضد المسجد الأقصى .
وكان من أبرز الاعتداءات عليه إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969 م الذي اتهم فيها نصراني يدعى "دينيس مايكل روهان" وينتمي إلى كنيسة الله . وكذلك في 8/10/1990 عندما حاولت "جماعة أمناء الهيكل" اليهودية وضع حجر الأساس لبناء الهيكل اليهودي داخل المسجد الأقصى واستشهد 24 وجرح 115 آخرون .
وفي 24/9/1996 م قامت السلطات اليهودية بافتتاح نفق أسفل المسجد الأقصى مما أدى إلى أحداث غاضة عارمة شملت مدن وقرى فلسطين استمرت ثلاثة أيام 25 – 27/9/1996م صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عشرات القرارات الدولية برفض ضم الكيان اليهودي لشرقي القدس ، ورفض أية إجراءات مادية أو إدارية أو قانونية تغير من واقع القدس واعتبار ذلك لاغيا.
واعتبرت هذه القرارات الكيان اليهودي قوة احتلال يجب أن تخرج من القدس (ومن الضفة الغربية وقطاع غزة ككل). وقد صدر أول هذه القرارات في 4 من يوليو 1967 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رقم 2253.
وظلت القرارات تتوالى إلى أن ضم الكيان اليهودي القدس رسميا إليه، فاتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار 71في 29 من يوليو 1980 بغالبية 112 صوتا مقابل 7 أصوات وامتناع 24، يدعو الصهاينة إلى الانسحاب الكامل ودون شروط من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس.
واتخذ مجلس الآمن في 30من يوليو 1980 بغالبية 14 صوتا ضد لاشيء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت قرار بإعلان بطلان الإجراءات التي اتخذها الكيان الصهيوني لتغيير وضع القدس ، مؤكدا ضرورة إنهاء الاحتلال.
واستمرت القرارات في الصدور إلى الآن، غير أنها وإن كانت تعترف بحقوق الفلسطينيين، إلا أنها تفتقر الجدية والآلية اللازمة لإرغام الكيان الصهيوني على احترام القرارات الدولية.