أربعون عاما على حريق الأقصى من يطفئ النيران المستعرة ؟

أربعون عاما على حريق الأقصى
من يطفئ النيران المستعرة ؟
هي إحدى جرائم الاحتلال الصهيوني الحاقد . حرق الأقصى الذي أنزل الله سبحانه فيه آية من آيات القرآن الكريم .
فبعد أن احتل الصهاينة مدينة القدس في عدوان عام 1967 بدأت محاولات السلطة الصهيونية والمنظمات الصهيونية المتعددة بتهديد المسجد الأقصى قولاُ وفعلاُ ولعل أول ما قاله موشي ديان وزير حرب العدو عندما دخل باحة المسجد الأقصى هو أننا دخلنا القدس ولن نخرج منها . ومنذ ذلك الوقت راحت جرافات العدو وقواه العسكرية وقطعان المستوطنين والمتطرفين التلموديين تحفر الأنفاق وتهدم البيوت العربية وتقيم بعض المرافق على أنقاض حي المغاربة وأبواب المدينة المقدسة .
وبعد الاحتلال بسنتين وشهرين في شهر آب من عام 1969 تقريبا تسلل اليهودي مايكل روهان إلى المسجد الأقصى وكان يحمل معه عبوة من البنزين وبخلسة وتلصص سكب المادة الحارقة وأشعل النار فإذا بها تأكل الأرض والجدران وتتصاعد أعمدة الدخان والنار من المسجد الأقصى ويهرع الفلسطينيون ليطفئوا النيران التي ظلت مشتعلة لساعات . وما إن هدأت حتى تبين الناس أنها جاءت على منبر المسجد الذي يعتبر تحفة إسلامية رائعة. هذا المنبر الذي جاء به صلاح الدين الأيوبي من حلب بعد أن أمر بصنعه نور الدين الشهيد تفاؤلا بالنصر على الإفرنج . وعندما حررت القدس في السابع والعشرين من رجب وفي ليلة الإسراء جيء بالمنبر ووضع داخل المسجد الأقصى ليكون أجمل إنجاز حققه المجاهدون المسلمون في عصور حرب الفرنجة .
تم القبض على المجرم مايكل روهان وتبين أنه يهودي من أصل أسترالي ولم تفعل سلطات الاحتلال تجاهه أي شيء وكذبت حين قالت إنه مختل عقليا .
ومضت السنون وإذا بالمجرم روهان جندي يقاتل في حرب تموز في الجنوب اللبناني ويصاب إصابة بليغة في رجليه .
لم يتوقف العدوان على الأقصى للحظة واحدة فبتاريخ 10 – 3 – 1983 قام جندي صهيوني يدعى هاري كوفمان باقتحام المسجد وراح يطلق النار على المصلين فاستشهد فلسطيني وجرح أكثر من أربعين .
ثم قامت حركة كاخ بزعامة المقتول مائير كاهانا باقتحام المسجد وكانت مجموعاتها تحمل الأسلحة والمتفجرات وعندما افتضح أمرها صدتها قوات الاحتلال خوفا من فضيحة التواطؤ المعروفة بين الجيش والمنظمات اليهودية المتطرفة في 29 أيلول عام 2000 اقتحم أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى وكان يحرسه رجال الأمن وبعض ضباط الجيش الصهيوني . مما أشعل انتفاضة الأقصى التي استمرت لسنوات واستشهد فيها العشرات من أبناء فلسطين المدافعين عن مقدساتهم واستمرت نار الحقد الصهيونية على الأقصى فراحت الوزارات المتعاقبة تخطط لاستمرار الحفريات حول وتحت الحرم القدس الشريف وهناك اليوم خمس وعشرون حفرية تحت جدران الحرم تهدد بانهياره . ومنها أنفاق أدخل فيها الصهاينة الكثير من الأشياء التي تعزز ادعاءهم حسب ما يقولون بأن الأقصى مقام فوق هيكلهم المزعوم .
ليس حريق الأقصى عام 1969 علامة فارقة لا تتكرر بل إن الصهاينة يعملون ليلا نهارا دون أن تتوقف لإزالة هذا الأثر الإسلامي العظيم والرمز الديني الإسلامي الكبير . وتشير التقارير الحديثة جدا إلى أن الصهاينة وصلوا آخر مراحلهم في تهيئة الجدران للانهدام كما قال بذلك الشيخ رائد صلاح وغيره من أبناء الشعب الفلسطيني. وقد دُق ناقوس الخطر الأخير لأن سلطات الاحتلال الصهيوني مصممة على هدم الأقصى خاصة في ظل الوضع العربي المتردي وتصاعد المتطرفين من الساسة اليهود .
إن حريق الأقصى قبل أربعين عاما وما تعرض له هذا المكان المقدس يعيدنا إلى التاريخ خطوة فخطوة . ويعلمنا دروسا إن لم نتعظ منها سوف يأكلنا الوقت وفجأة نراه يهدم ونحن ننظر ونرى ونبكي ونتحسر ولكن دون جدوى .
فإذا كان الهب سبحانه وتعالى قد كرّم هذا المكان وجعله مع المسجد الحرام في آية واحدة فلماذا نغفل عن مكانته المقدسة المباركة. أليس حرمته كحرمة البيت الحرام. فماذا نحن فاعلون لو تعرض البيت الحرام للاحتلال والهدم؟ هل نسكت ونتفرج؟ أم ننتصر لدين الله ومقدسات المسلمين المرتبطة بالقرآن الكريم؟
إن التاريخ لا يرحم الضعفاء ولا الجبناء بل هو يحترم الأقوياء والمجاهدين . فهل نتذكر الخليفة عمر رضي الله عنه عندما حرر القدس من الرومان ؟ وهل نتذكر صلاح الدين حين خاض معركة حطين وانتصر فيها على الإفرنج وصعد باتجاه القدس فحررها وأعادها عربية إسلامية؟ وهل نتذكر هبة البراق عام 1929 حين قام الشعب الفلسطيني بالتضحية والفداء من أجل القدس فقدم 250 شهيدا في يوم واحد . وهل نتذكر ثورة القسام حين رفع شعار إنه جهاد نصر أو استشهاد؟ وهل نتذكر الاستشهاديين الذين زلزلوا الكيان حين فجروا أجسادهم الطاهرة فداء للقدس وفلسطين؟ وهل نتذكر انتفاضة الأقصى المباركة وكم قدمت من التضحيات ؟
الأقصى درة فلسطين والتضحية من أجله شرف لمن يضحي له والذين يتخاذلون ويتناسون القدس والأقصى سوف ****هم التاريخ وتلعنهم الأمة وأجيالها وليس لهم مكان في هوية فلسطين ولا لجثثهم مكان في مقابر المسلمين .

أشكر الادارة على ثقتها التامة بي
ومعنا نحو العلو بمنتدانا الرائع