لماذا يكذب أطفالنا ؟

يعطيك العافية اخى على موضوعك مميز

انت شو راح تنتضر من لاطفال عم يشوف

مجتمع مبنى على الكدب فهدا اكيد راح يكون

له تاتير عليهم هدا راى انا ويضر راى شخصى
تقبل مروى.

الأدمين حياك الله ،
الأختان الكريمتان بارككما الله

أيها الأحبة،
إنما كان اختيارنا لهذه المشكلة المتعلقة بكذب الأطفال تحديداً،
لأسباب نذكرها لكم، وأهمها:
* الشمولية في المشكلة: فهي لا تخلو من بيت في العالم تقريباً،
بل ولا يوجد طفل لا يكذب !
* طرق المعالجة الخاطئة: والتي يتبعها الأهل بجهل منهم،
يظنون بهذا أنهم إنما يقيمون الولد وهم يزيدون في خرابه.
* استمرارية المشكلة: فنرى الكذب _إن لم يعالج_ يستمر مع الطفل،حتى يصل المراهقة، بل وربما يلازمه كل مراحل حياته.
* الجريمة: فأحد أنواع الكذب لدى الأطفال في صغرهم،
إن لم تتم معالجته سيكون ممهداً رهيباً لهذا الطفل للانحراف
في عالم الجريمة حينما يكبر لا قدر الله تعالى.


وبعد هذا التمهيد والعرض،
دعونا نبدأ وإياكم بعرض بعضٍ من أنواع الكذب،
ذاكرين مع كل نوع ما يتسبب للطفل بالوقوع فيه،
ولكننا نقول بداية الأمر إن الكذب يندرج تحت بندين كبيرين،
وسنعرضهما لكم الآن بشيء من التفصيل البسيط

أحبتنا في الله تعالى ،
نستطيع أن نسجل الكذب لدى الأطفال ضمن قسمين أساسيين،
أولهما أن يكذب الطفل وهو لا يقصد أن يكذب !!
وثانيهما أن يكذب الطفل وهو قد نوى فعلاً أن يكذب،
وهذا أيضاً ينقسم قسمين:
أ_ يكذب دون أن ينوي إيذاء أحد.
ب_ يكذب وهو ينوي أن يؤذي أحداً
(وهو أخطر وأسوأ أنواع الكذب على الإطلاق).
والسؤال هنا:
كيف يكذب الطفل وهو لا ينوي أن يكذب ؟
وللإجابة نقول هنا إن الكذب الخيالي وكذلك الكذب الالتباسي يمارسهما الطفل تلقائياً وهو لم ينوِ بهما الكذب بل وهو لا يعلم أنه يكذب من عين الأساس !!

أما الكذب الخيالي، فهو نوع من اللعب، إنها قصص يحكيها الطفل، وهو لا يدرك حتى أنها لم تحصل معه قط، ببساطة كيف نحكي نحن ما حصل لنا مثلاً في حياتنا اليومية ؟ نحن نحكيه ونحن مدركون تماماً لما نحكي بينما الطفل يحكي وهو غير مدرك، مما يدفع به لرواية قصص تخيل وجودها وحصولها، وهذا الكذب يزول مع الزمن، ويُستحسن مساعدة الأهل لطفلهم ليتخلص منه تدريجياً.

بينما الكذب الالتباسي، فالطفل يكون عاجزاً عن التمييز، فيروي لنا مناماً قد رآه على أنه حقيقة، وهو غير مدرك لهذا، أو حين نضع في ذهنه الصغير فكرة معينة نكررها أمامه، مثل (العاو الذي يدخل غرف الأطفال ليلاً ليرى من ليس نائماً) قد تنطبع في ذهنه ويحكي لنا فعلاً كيف دخل (العاو) غرفته ليلاً وتظاهر هو أنه نائم.

وهذا النوع أيضاً ليس خطراً ولا يستوجب العقاب، بل والمؤسف أن نرى كثيراً من الأهل يردون بحركات استهزاء حين يحكي لهم طفلهم مثل هذه الحكايا، وهذا يؤثر سلباً على شخصيته مستقبلاً.


وقبل الانتقال إلى الكذب الأخطر، والذي نستطيع أن نطلق عليه اسم الكذب بكل معنى الكلمة، وله نتائجه السلبية جداً في مستقبل الولد، نختم هنا بالتفرقة بين الكذب الخيالي والالتباسي، فكلاهما يحكي الولد فيه ما لم يحصل فعلاً، ولكن في الالتباسي هو يحكي أموراً لم تحصل لكنه رآها أو توهمها، بينما في الخيالي هو لم يرها ولم يتوهمها.

ونقدم إليكم الآن نبذة عن الكذب مع النية المسبوقة

أيها الأحبة في الله تعالى ،
ها قد انتقلنا إلى المرحلة الخطيرة من أنواع الكذب ،
هنا الطفل يكذب وهو يعلم أنه كذاب وسواء أكان يقصد أذى ما أو لا يقصد،
إلا أن لهذا الكذب نتائج بالغة السوء عليه مستقبلاً،
ما لم تتم معالجتها في وقتها والاهتمام بإزالة أسبابها،
وقطعاً الكذب بنية الإيذاء المسبق هي الأشد خطورة بما لا يقاس،
ولذا سنقدم الكلام على الكذب بدون نية الإيذاء،
لنعرض نوعيه الأساسيين:
أ_ الكذب الادعائي.
ب_ الكذب الغرضي.

أما الكذب الادعائي، فهو يرجع لعقدة النقص لدى الطفل، فيكذب لتعظيم ذاته، بهدف الحصول على الاهتمام المعجَب بشخصه، وربما تلعب قلة اهتمام الأهل به ونقص إشباع الحنان والعاطفة لديه دورها الكبير في هذا، وفي بعض الحالات ترتد به من الكذب إلى الانطواء والعزلة.
كما يرجع هذا النوع من الكذب أحياناً، إلى النقص الاجتماعي العام، فيكذب الطفل ليفخم بأهله ويرفعهم فوق منزلتهم منازل كثيرة، فيبدأ بتأليف الحكايا والقصص المعظِمة لأهله، وربما يفعل هذا أيضاً ظناً منه أنه يعبر عن امتنانه ومحبته لهم، سواء أحس بالنقص الاجتماعي أو لا،
وفي كل الأحوال لا بد من تدخل الأهل في الوقت المناسب..لأنها ما لم تُعالج في مرحلة الطفولة،
فإنها تستمر مع الولد ويفشل فشلاً تاماً في التخلص منها،
فيكذب الكذب المكشوف والذي يعلم هو نفسه أن أترابه لن يصدقوه بل ويسخرون من حكاياه هذه،
لكنه لا يقدر أن يتوقف ومن هنا أهمية العلاج المبكرة المباشرة.

والنوع الثاني من الكذب المسبوق بالنية، والذي لا يقصد به الطفل الإيذاء قط، هو الكذب الغرضي ويُسمى الأناني، ومرده عدم الثقة أو الاطمئنان من الطفل لمن حوله، فلننظر إلى طفل مثلاً طلب من والده مالاً ليشتري شيئاً ما، فكان رد الوالد قاسياً كأن يقول لابنه (مشحوت على المال يا ولد!) هنا الطفل يأتي والده ويدعي كذباً أن أمه أرسلته ليأتيها بنقود منه مثلاً، أو بحالة أخرى، يريد الطفل لنفسه دفتر رسم ولكنه لا يثق أن والده سيشتريه له، فيرسم على جدران المنزل ثم يخبر والده ليدفعه دفعاً إلى شراء الدفتر، ويدعي بعدها أن دفتر الرسم قد انتهى ويريد واحداً آخر، فإن نظر والده في دفتر الرسم ربما لا يجد أن ابنه قد رسم صفحة أو اثنتين، والتبرير أن الدفتر صغير لن يتسع لرسومات الطفل طبعاً (ولعل في هذا نوع من التهديد الخفي اللاواعي في نفس الطفل..أن اشتر لي الدفتر الثاني كي لا أرجع وأرسم على الجدران) أو استغلالية فرصة (قد أجبرته على شراء دفتر رسم لي..مستقبلاً مؤكد لن يفعل ولن يشتري لي.. لأحاول الحصول على دفتر آخر الآن)، وبكل الأحوال الطفل لا يثق بأبيه أنه سيشتري له شيئاً وهذا دافع به إلى الكذب وإن كان لا ينوي به الإيذاء، ولكن لا بد من معالجته، رحمة بنفسية الطفل أولاً ولإشعاره بمفهوم وقيمة الأسرة بالمكانة الأولى، وإلا فإنه لن يتخلص من هذا الكذب، بل وربما يدفع به الأمر مستقبلاً إلى الكذب في المدرسة، ليدعي أن أغراض رفاقه هي له ليحصل عليها لنفسه، وبالتالي العلاج واجب ويكمن في تحسين العلاقة، والاقتراب من الطفل بكل الحب والحنان.

وإلى النوع الأخير الآن،
وهو الكذب المسبوق بنية الإيذاء،
أخطر وأسوأ أنواع الكذب لدى الأطفال،
على الإطلاق

كلمة واحدة هي أساس هذا النوع الخطير من الكذب،
عدم المساواة في معاملة الأطفال وتمييز بعضهم عن الآخر،
مما يولد في نفس الطفل حقداً كبيراً على باقي الأطفال يجعله لا يتردد في الكذب لا لإبراز ذاته، وإنما لإيذاء الطفل محور الاهتمام، والذي ينال الرعاية والاهتمام على حسابه هو،
فيكذب الطفل هنا وهو يعلم يقيناً أنه كذاب ويعلم يقيناً أيضاً أنه سيتسبب في إيذاء ذلك الطفل الآخر،
وتكمن خطورة هذا النوع هنا أن الطفل لا يشعر بتأنيب الضمير وهو يرى غريمه يُعاقب،
بل على العكس من ذلك يشعر بالسعادة التامة وأنه قد حصل على حق مشروع له بإيذائه !!

هذا الكذب ما لم يُعالج في حينه بالمساواة العملية بين الأطفال، ورعايتهم على قدر المساواة دون حرمان أحدهم من عاطفة وحنان يرى أخاه مثلاً يحصل عليهما أمام ناظريه،
إذاً ما لم يُعالج في حينه ووقته فقد استشرى في النفس وتغلغل فيها حتى ليصبح من مقومات شخصية هذا الطفل مستقبلياً،
ولإن كان يتمثل في المستقبل لدى البنات في مرحلة المراهقة، بادعاء إحداهن أن الشباب يسعون جاهدين للحصول على نظرة من عينيها وهي من لا تعيرهم أدنى اهتمام،
فإنها تتمثل، لا بل تتفجر، في أنفس الذكور بمنتهى العنف والسلبية الضارة المضرة،
فالطفل منذ صغره أدرك أن سعادته تكمن حين يؤذي من (سرق منه حقه في الاهتمام والرعاية)،
وبالتالي بعد أن يكبر هذا الطفل فإنه يتابع بالأسلوب ذاته ولا يتردد في الكذب الإيذائي لسواه لأتفه الأسباب،
وأرجوكم الانتباه جيداً للكلمات التالية هنا:

إذا استشرى هذا النوع من الكذب وتمكن في النفس، فإن الشاب لن ينتظر ليرى من يحصل على اهتمام أكثر منه، قبل أن يكذب ليعرضه للأذى والتأنيب والبهدلة، بل إنه يكذب ليؤذيه هكذا، ولإن بدا للآخر أنه إنما فعل ذلك دون سبب، إلا أن السبب يكمن في استمتاعه الشديد وشعوره بأنه قد حقق ذاته وكيانه بأذيته للآخرين، وهي أول خطوة تودي بالإنسان نحو الجنوح للوقوع في عالم الجريمة..ذلك لأنه قد حقق لنفسه مرحلة متقدمة من اللذة النفسية بتوجيهه الأذى مباشرة بنفسه إلى الآخرين، دون أدنى شعور اللهم إلا بالاستمتاع الشديد !!

هذا والروائز النفسية التي تتوجه إلى الشباب والمراهقين، للنظر في ما لديهم من احتمالات الجنوح نحو الإجرام المستقبلي، يتم طرح سؤال:
* ترى هل سبق لك وأن انتصرت على شخص ما ؟ وهل قمت بإيذاء أحد من قبل بدون وجه حق ؟

وطبعاً السؤال مدروس تماماً،
فحين تم سؤاله عن الانتصار أولاً _ وهو ما كان يحس به فعلاً حين يتسبب في إيذاء الآخرين _ فإنه سيجيب بالإيجاب،
وحين ينتقلون به إلى المرحلة التالية (هل سبق لك الإيذاء) فإن إجابته _لو كان فعلاً من المصابين بهذا النوع من الكذب_ أنه كان يستحق ذلك !!
بعكس ما لو كان مباشرة السؤال إن آذى أحداً من قبل،
فإنه سيرد طبعاً وقطعاً أن هذا ما لم يحصل وأنه ليس هو من يفعل ذلك،
مما لن يؤدي إطلاقاً لمعرفة إن كان فعلاً ممن يكذب لإيذاء الآخرين أو لا،


نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً وإياكم،
إلى القيام بمسؤولية استرعانا الله تعالى إياها،
آباؤنا الأفاضل أمهاتنا الفاضلات تذكروا فقط أن الظلم ظلمات يوم القيامة فلا تظلموا ولداً على حساب الآخر،
وكونوا دوماً خير صديق مصغٍ لطفلكم آخذٍ بيده بمنتهى الرفق نحو طريق الصواب،
سدد الله خطاكم جميعاً إلى كل ما يحب ويرضى.