الحفاظ على الهوية الفلسطينية

متحف العقاد بغزة نموذجا
قليلٌ من يهتم بالآثار أو يخطر بباله بأن يحاول التعرف عليها ، أو سؤال الأجداد والآباء أين ذهب الكثير منها ، لكن يبدوا من سرق تلك الآثار وطمس الهوية الفلسطينية ، قد نجح في حرف أنظارنا من الاهتمام بتراثنا العريق الذي سُلب على مر العصور إلى أشياء ثانوية.
ولكن رغم كل ما سبق ، لا زال يوجد أناس يعيشون بيننا رغم أنهم مهمشون ، صعب على الاحتلال أن ينزع من نفوسهم النخوة والغيرة على وطنهم ، والتفكير به ، وتقديم أغلى ما يملكون فداءه ،وتسخير جل حياتهم للبحث ولملمة ما تبقى من أثار تُثبت للاحتلال مجدداً أن أرض فلسطين للفلسطينيين.
متحف متواضع داخل منزل...
وليد العقاد يبلغ من العمر 50 عاماً ، كانت له بصمة خاصة ميزته عن غيره بهذا المجال بعد أن حول قبل "ثلاثين عاماً " جزء من منزله لمتحف للحفاظ على التراث والموروث الوطني الفلسطيني، وعندما تطأ مدخل البيت تسير بممر طويل على جانبيه العديد من الأعمدة الرخامية تعود للعصور الأموي ، والإسلامي ، والبيزنطي ، وبعدما تنتهي من السير بالممر تدخل غرفة احتضنت تاريخ الشعب الفلسطيني ، " أثواب فلسطينية تعود للعديد من المدن الفلسطينية التي هُجر أهلها عام 48 ، بالإضافة للعشرات من قطع الفخارية ، والعديد من المعدات الحربية أستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ، على مر العصور .
دوافع إنشاء المتحف...
وحول السبب الذي دفعه لإقامة مثل هذا المتحف ، قال العقاد بأن السبب الرئيس من وراء مثل هذا المتحف هو الغيرة الوطنية على تراثنا الفلسطيني عندما قام الاحتلال في السبعينيات من القرن الماضي بتدمير وسرقة الآثار في العديد من المناطق بقطاع غزة ، ومحاولة الحفاظ قدر الإمكان على ما تبقى من التراث ، مشيراً بأنه بدأ بجمعها محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث مما جعلته ينفق أمواله من أجل الحفاظ عليها.
يضم المتحف العديد من القطع الأثرية النادرة التي تعود إلى شعوب وحضارات تعاقبت على فلسطين منها : " العصر الهيللني ، والفترة الرومانية ، والعصر البيزنطي ، والدولة العثمانية ، بالإضافة إلي أوراق وقطع نقدية تعود للعصور السابقة ونقود فلسطينية من العام 1927الي 1944" ، ويوجد لديه قسم لتحنيط الزواحف والطيور .
وقال العقاد ، بأن إنشاء متحف تحت مسمى "متحف العقاد للآثار " يضم أكبر قدر من الآثار الفلسطينية المندثرة كان بمثابة حلم له ، مضيفاً بأن لديه خطة طموحة لإنشاء مبنى جديد على قطعة أرض تبرع بها لبناء متحف يليق بالمقتنيات الأثرية التي جمعها على مدار 30 عاما .
وأوضح "أن عملية البحث والتنقيب ليست عشوائية ، حيث تتوفر لديه فكرة مسبقة عن المناطق الأثرية الموجودة بقطاع غزة ، حيث كان يتنقل مع والده من منطقة لأخرى بحكم عمله معه كتاجر حمضيات ، ملفتاً أنه توجد دلالات على سطح الأرض تشير لوجود قطع أثرية، مؤكداً بأن عملية البحث والتنقيب تحتاج لوقت وجهد شاق ، لأنها تحتاج لمختصين وخبراء أولاً للكشف عن أماكنها ، ومن ثم عملية البحث والتي تستغرق وقتا طويلا، علاوة على الخبرة المعمقة بهذا الشأن لتحديد هوية القطع التي يتم العثور عليها ".
مشدداً على أهمية وضرورة التعاون بينه وبين وزارة السياحة والآثار ، مشيراً بأنه يبلغ الوزارة بكل قطعة أثرية يتم الحصول عليها من أجل الحفاظ والتنقيب عن الأماكن الغنية بالآثار في قطاع غزة .

أشكرك أخي أدمن على تواصلك الدائم