اللسان ذو حدين{تابع}

نعم ،إنه اللسان ذلك العضو بالغ التأثير, ولعلنا لا نبالغ إذا ما وصفناه ووصفنا ما يحدث من تأثير"عندما يتصف بالفصاحة والبلاغة والحكمة" بأنه سحر, وهذا السحر قد يكون حلالاً وقد يكون سحراً حراما,ويعتمد على استخدامه الحسن أو السيء, وبهذا يكون التحليل أو التحريم .
إن بقوة اللسان وفصاحته ينقلب الحق "في أعين كثير من الناس" إلى باطل و الباطال إلى حق, ويُعظمالحقير ,ويقدر الصفير ويرتفع الوضيع, ويقدم الجاهل الفصيح على العالم العيي.
يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله مبينا خطورة اللسان و أهميته:"إن اللسان من نعم الله العضيمة ولطائف صنعه الغريبة ؛فإنه صغيرُ جِرْمُه, عظيمُ طاعته وجُرْمُه؛ إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان, وهما غاية الطاعة و العصيان.
ثم إنه ما من موجود أو معدوم,خالق أو مخلوق ,متخيل أو معلوم ,مظنون أو موهوم إلاُ واللسان يتناوله ويتعرض له بإثبات أو نفي ,فإن كلَ ما يتناول العلم يُعرب عنه السان ,إما بحق أو باطل ,ولا شيء إلاَ و العلم متناول له, وهذه لا خاصية لاتوجد في سائر الأعضاء ؛فإن العين لا تصل إلى غير الألوان و الصُور,والآذان لا تصل إلى غير الأصوات , و اليد لا تصل غير الأجسام, وكذا سائر الأعضاء.
واللسان رحْبُ الميدان ,ليس له مَرَدْ, ولا لمجاله منتهى وَحَد’,له في الخير مجال رحْب ,وله في الشرذيْل سحب ,فمن أطلق عذْبة اللسان،وأهمله مرخي العَنان, سلك به الشيطان في كلُ ميدان، وساقه إلى شفا جُرْفِ هار،إلى أن يضطره إلى البوار،ولا يكبُ الناس في النارعلى مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
ولاينجو من الشر اللسان إلا مَنْ قيَدهبلجام الشرع، فلا يُطلقه إلاُ فيما ينفعه في الدنيا و الآخرة، ويكفه عن كلُما يخشى غائلته في عاجلته وآجله.
وعِلم ما يُحمد فيه إطلاق اللسان أو يُذَمَ:غامض عزيز, العمل بمقتضاه على مَن عرفه ثقيل عسير. وأعصى الأعضاءعلى الإنسانُ، وقد تساهل الخلقفي الاحتراز عن آفاته وغوائله ،وحذر من مصائده وحبائله، وإنه أعضم آلةالشيطان في استغواء الإنسان".

هذا ما قيل على اللسان وهذا الأخير له أيضا قصص رائعة سأعرضها في مولضيع أخرى فأنتظروني